السيجار والقهوة والانسان

جلسنا انا وهي فوق الطاولة


سألتها ماذا تشربين سيدتي فأنتِ بمحراب ضيافتي

قالت سأتناول ما تتناوله

رددت عليها

أنا طلبي معروف وسيأتي لي بعد دقيقتين

فأنا مغرم بالقهوة الثقيلة السادة

لترد ويحي انا اطلب سكريات

واشارت للعصائر

وبعد أن جائت قهوتي

اخرجتُ سجائري

واشعلتها


لكنها لم تهدائ

أخذت ترمقني بنظرات غريبة مريبة

قالت سيدي


اسمح لي بوضع يدي بتلك الحقيبة التي ترافقك دوما

فقلت لها

على الرحب والسعة

اخذت منها كتيب كاد أن تتحول اوراقة البيضاء الى اللون الاصفر الكاتم

وقالت ما هذا

ولما اوراقه هكذا

ءأنت مغرم لتقراء

لذاك الرجل المغرور

هارولد بلوم

الذي يرتي ثوب الفليسوف

لكنه احمق

فرددت قائلاَ

عزيزتي

لو كان احمق فأنا اشد حماقة

فهو باحث عن اصولية الحكمة

وانا من أتقنها من سرد اقوله


لترد قائلة

اراكَ غامضا بكل ما تحمل بكل ما تشرب


فما بداخلكْ

تعجبت منها


لفولي

أنا إنسان يحمل بعقله الشياب

يري بعينيهٌ طقوس الاحزان

ليمارس فن التناقض

ليكن متزن عن كثير من الاقليات


وتلكَ قهوتي الداكنة الباردة

تعد إحدى سبل إجتهادي

وذاك دخان سيجارتي

هما الاثنان

يعدون بالنسبة لي حياة إنسان معاصر يقاوم دون إستسلام

لترد قائلة

عجباً لكْ أتشبه ذاك بكينونة الانسان

ومع ذالكْ تحترم خلوق الانسانية

تبسمت منها

قولت لها


تخيلي عزيزتي

لوكانت الحياة كلها مرح وسعادة

فهل تشعرين بإنها جميلة

هل تنعمين بيومياتكْ

لا بد من مرارة

كما تلكَ قهوتي المرة

فعند تذوق المرار نشعر بمعني رونق الحلو

بطعمهِ وبجمالهِ


وتلكَ السيجارو

هي كالعمر

وكل نفس منها تحترق

فنحن سيدتي عمرنا متشابه

لتلكَ السيجارو

بالبداية مديد

ولكنه مع مرور الوقت يحترق


بنهاية المطاف

ندفن بتراب

لتخمد نيران حياتنا ويوميات كنا

نستلذ بها


كذلكْ


إستطلاع


تنفيذ


خمول

إحتراق


موت




فربما يكون لنا فوق تلكَ الطاولة المستديرة

للقاء أخر

أو ربما

ندفن سيدتي بالرمال


فتلكَ السيجارو

لها عمر إفتراضي فى الاحتراق

وتلكَ القهوة لها حد في عدد الرشفات


كذلكَ نحنُ


لكننا لا نعلم متى ينتهى المرار

ومتى تخمد نيراننا لندفن بالرمال




12\ 11\2010
قلــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــم